في عام 2012 ، وجدت عيادات أطباء الأسرة في المستشفيات في آبيلدوورن Apeldoorn أن هناك ضغطا متزايدا على الهاتف. وازداد ضغط العمل، كما ازداد طول أوقات الانتظار. وإلى جانب وجود عدد محدود من أخصائيي الفرز، فقد كانت هناك مشكلة. كيف يمكن لعيادات أطباء الأسرة في المستشفيات تلبية الطلبات المتزايدة مع الاستمرار في تقديم الرعاية المناسبة في المكان الصحيح؟
من خلال السماح للمرضى بأداء الفرز بأنفسهم، فقد أصبح في إمكانهم و بسرعة تحديد ما إذا كانوا بحاجة لإستشارة الطبيب و إذا كانت الإجابة نعم فمتى يمكنهم الذهاب إلى الطبيب. و علما بأن حالة 42% من المتصلين تكون منخفضة الإلحاح، فإن هنا و ذلك من وجهة نظرنا، يكمن الحل لضغط العمل الواقع على عيادات أطباء الأسرة في المستشفيات.
إلا أن هذه المشكلة لم تظهر في آبيلدوورن Apeldoorn فحسب، بل كانت تواجه أعدادا متزايدة من عيادات أطباء الأسرة في مختلف أنحاء البلاد. ولهذا السبب، ظلت هذه المبادرة مستمرة على نحو مستقل بدعم من عدد من شركات التأمين. و بالتالي أصبح تطبيق هل احتاج لرؤية الطبيب؟ تطبيقا قائما و مستقلا بذاته. وفي السنوات التي تلت ذلك، تم تطوير التطبيق ونظام تنزيل البيانات، وأصبح هناك المزيد من الوظائف المتاحة وتم الترويج له بشكل نشط بين المستخدمين.
وجاءت أكبر قفزة إلى الأمام في عام 2018، عندما أصبح من الممكن لعيادات أطباء الأسرة في المستشفيات و العيادات الخاصة إجراء فرز ذاتي رقمي تحت اسمائهم الخاصة.
لقد تم في عام 2021 تنزيل تطبيق الهاتف المحمول الخاص بـ هل احتاج لرؤية الطبيب؟ أكثر من نصف مليون مرة، كما تقدم أكثر من 50 ٪ من هياكل الخدمات الهولندية لأطباء الأسرة الهولنديين لمرضاهم نظام الفرز الذاتي الرقمي الخاص بنا، ونحن ندمج تطبيقنا مع النظم الشائعة الاستخدام في مجال رعاية أطباء الأسرة مثل VCare ، و Medgemak و Uw Zorg Online و يتم بالتعاون مع جامعة أنتويرب، استخدام الفرز الذاتي الرقمي بواسطة عدة عيادات أطباء الأسرة في المستشفيات في فلاندرز، و تم التخطيط لإطلاقه على نحو أوسع في عام 2022.
لماذا نفعل ذلك
إننا نرى أن هناك نقصا في القدرة الإستيعابية للرعاية الأولية لأطباء الأسرة في حالات الطوارئ، وأن الطلب المتزايد و غيره من الأمور الأخرى، سيزيد من هذا العجز في السنوات المقبلة. نحن نعتقد أن الفرز الذاتي الرقمي يمكن أن يساعد على تخفيف العبء على الموظفين على المدى القصير، مما سيقلل من حالات التوقف عن العمل وسيزيد من الوقت المخصص للمرضى ذوي الاحتياجات الملحة.
يبدو أن كل الاهتمام بالإبتكار في مجال الرعاية الصحية يذهب إلى الرقمنة في خلفية عملية الرعاية، وذلك بدلا من التركيز على بداية رحلة المريض. نحن نعتقد أنه يمكننا أن نكسب العالم بأجمعه منذ بدء العملية على وجه التحديد.
تتمثل رؤيتنا على المدى الطويل في أن يكون الفرز الذاتي الرقمي سهل الاستخدام وسهل الوصول إليه و أن تصبح المقابلة الرقمية هي الخطوة الأولى في عملية الرعاية الأولية. ومن خلال الدمج مع الأنظمة المختلفة في هذا المشهد المعقد، نستطيع أن نضمن وضع الطلب الصحيح في المكان الصحيح من دون اتخاذ إجراءات غير ضرورية ــ الأمر الذي يؤدي إلى توفير الرعاية المناسبة في المكان المناسب.
إن المجتمع سيستمر في التغير: فمراكز النمو والإنكماش تشكل تحديا إضافيا إلى جانب المريض الذي يكون من المتوقع مساعدته خارج ساعات العمل. إن الحماس يقل بشكل متزايد بين أطباء الأسرة المبتدئين لإدارة عيادتهم الخاصة، كما تجاهد شركات التأمين الصحي لكي تتمكن من أداء واجباتها في الرعاية الصحية. إن استخدام التكنولوجيا الرقمية لا يقرب المسافات فحسب، و لكنه يقلل الأعباء على مقدمي الرعاية و يطمئن المرضى و لو جزئيا.
ما تعلمناه
لقد تعلمنا على مدى السنوات القليلة الماضية، أن سهولة الاستخدام والبيانات الذكية هي أمور بالغة الأهمية لنجاح التطبيق. ونقول “إذا لم يكن أحد يريد استخدامه ولا يمكنك قياس استخدامه، فلا يهم مدى جودة فكرتك”.
ولهذا السبب، سنواصل نحن كمنظمة، في الاستثمار في هذين المجالين الرئيسيين في السنوات المقبلة. ونحن نقوم بعمل ذلك من خلال التعاون مع الخبراء في العالم الخارجي وببناء المعرفة الداخلية. نحن من خلال العمل مع عملائنا في هذا المجال – و هم عيادات أطباء الأسرة في المستشفيات و العيادات الخاصة – فإننا نحافظ على اتصال دائم بالأشخاص الذين يتم عمل ذلك من أجلهم.